مراجعة كتاب ايلون ماسك للمؤلف آشلي فاينس
القليل من رجـال الصناعة فـي التاريخ الذين استطاعو مضاهـاة دافع ماسـك الذي لا يليـن ورؤيته الابداعيـة. إنه مزيج حديث من توماس إديسـون وهنري فـورد وسـتيف جوبز. هو الذي وراء باي بال وتيسلا موتورز وسبيس إكس وسـولار سـيتي، والتي أثارت الانبهار في جميع أنحـاء مجال الأعمال والصناعة .
يحب ماسك المثابرين في العمل رغم تعرضهم للرفض وكان اشلي فاينس الصحفي الوحيد الذي سمح له بالكتابة عنه رغم عشرات الصحفيين الذين رفضهم .كثيرا من الاذكياء يسعون وراء المشروعات في عالم الإنترنت والمال والأعمـال والقانون . وهـذا هو السبب وراء أننا لم نشهد قدرا كبيرا من الابتكار” .
لقد مر بطفولة عصيبة وكانت سبب فيما وصل اليه من انجازات .عام ٢٠٠٨ ، كانت شركاته تنهار ، وكاد ان يفقد ثروته كلها وفقدان ابنه الرضيع ونشأته القاسية في جنوب افريقيا لينتج عن هذا روح معذبة .
عندما بلغ ماسك الرابعة عشرة تقريبا ، عانى من ازمة وجودية .
أكثـر جزء لافت للانتباه فـي شخصية “إيلون” في صباه هـو ولعه الشديد بالقـراءة. فمنذ نعومـة أظافره، بدا أنه يمسـك كتابا بيده طـوال الوقت. لم يكـن غريبا بالنسبة لـه أن يقرأ عشـر ساعات يوميا. وعندمـا نكون في عطلة أسبوعية، فإنـه ينتهي من قراءة كتابين في اليوم”
هاجر ماسك من جنوب افريقيا الى كندا قضـى “ماسك” العام التالي فـي العمل بسلسلة من الأعمـال العشوائية في مختلـف أنحاء كندا. لقد عمل في جمع الخضـراوات وتعبئة الحبوب في مزرعة قـريـب لـه تقع فـي بلدة فالديك الصغيرة. ولكن أصعب وظيفة عمل بها “ماسك” أتت بعـد أن زار مكتب توظيـف
كان قد استعلـم عن الوظيفـة ذات الأجر الأفضل، فاتضح أنها وظيفة تنظيف غرفة السخانات بورش تقطيع الأشجار مقابل ثمانية عشر دولارا للساعـة، عن هذه الوظيفة يقول “ماسـك”. “توجب علي أن أرتدي بذلـة واقيـة من المـواد الخطرة ثم أتحـرك داخل نفق صغير بالكاد يتسع لي. وبعدها،أمسك بالمجرفة وآخذ الرمل والمواد اللزجة والفضلات الأخرى، التي لا تـزال شديدة السخونـة، وأدفعها بالمجرفة داخل الفجـوة نفسها التي عبرت مـن خلالها. لم يكـن هناك مفر. توجب علـى شخص آخر فـي الجهة المقابلة أن يجرفهـا ويضعهـا على عربة يدوية. ولو ظل المـرء بالداخل لأكثر من ثلاثين دقيقـة
لشعـر بالحر الشديد ومن ثـم سيموت”. بدأ ثلاثـون شخصا العمل في بداية الأسبوع، وبحلول اليوم الثالث، تبقى خمسة أشخاص. وبنهاية الأسبوع، لم يقم بالعمل سوى “ماسك” وشخصين آخرين.
يقول ماسك : لوكانت هنـاك طريقة كيلا أكل، بل لـكـي أعمل وقتا أطول، لما أكلت. ليت هناك طريقـة للحصول على التغذية دون الجلوس لتناول وجبة!”. لقد أظهر “ماسك” حماسه وتمسكه بأخلاقيات العمل في سن صغيرة. لقد بدا هذا الأمر كأحد الأمور الأكثر غرابة التي سمعتها على الإطلاق”.
يقول صديق ايلون ماسك انه لم يشرب الخمر قط رغم تنظيمه حفلات لذلك كان راسمالية للغاية .
في عام ١٩٩٤ عند انشاء اول شركة لايلون ماسك يقول ان الاعلان على الانترنت كان اغبى شي سمعوه على الاطلاق .
باع ماسك شركة زيب٢ عام ١٩٩٩ واستغـرق “ماسـك” أقل مـن عقد من الزمـن ليتحول من رحالـة كندي إلى مليارديـر في سـن السابعة والعشرين. لقـد جنى اثنين وعشريـن مليون دولار، وانتقـل من العيش في غرفة مع ثلاثة زملاء في السكن إلى شراء شقة مساحتها حوالي ٥٥٠ مترا مربعا وتجديدها.علاوة على ذلك، اشترى سيارة رياضية طراز ماكلاريـن إف 1 بمليون دولار وطائرة مروحية صغيـرة وتعلم قيادة الطائرات.
في شركة اي باي وباي بال كان يعمل اكثر من عشرين ساعة في اليوم واحيانا يبقى ثمان واربعين ساعة متواصلة يعمل ليتاكد من نجاح الامور .إن مؤسسـي الشـركات الناشئة المتنوعة مثـل يوتيوب وشركة بالانتيـر تكنولوجيز للبرمجيـات وموقع يلب Yelp قد عملوا جميعا بشركة باي بال التابعة لايلون ماسك .
كان عامـة مهندسـي شركة سبيس اكس مـن الشباب المتفوقين؛ حيـث كان “ماسـك” يتواصـل شخصيا مع أقسـام هندسة الطيران والفضاء الجـوي في أعرق الجامعـات ليسأل عن الطلاب الذين حققوا أفضل الدرجات . ولم يكن من الغريب بالنسبة لـه أن يتصل بالطلاب في غرف سكنهـم الجامعـي ليعينهـم هاتفيـا.
شـركات: زيـب ۲، باي بـال، تسلا ، سولارسيتـي – كلها تعبر عـن شخصية “ماسـك”. ولكـن سبيس إكس هي “ماسـك”.
في سيارة تسلا لا يضطر العميل إلى إجراء أية عمليـات تغيير للزيت أو ضبط للسيـارة خلال الأشهر التالية لعملية التسليم ! السيـارة طراز إس لا تكون بحاجة إليها؛ فقد تخلصت من الكثير من المخلفات الميكانيكيـة الاعتيادية في المركبات التي تعمل بالاحتراق الداخلي، غير أنه إذا حـدث أي عطل بالسيارة، كانت شركة تيسلا تأخـذ السيارة وتقرض العميل سيارة أخرى حتى تصلح العيب.
شركة تيسلا عملـت بكفاءة ماهرة علـى معالجتها: فبينما يكون مالك السيارة نائما، يعمل مهندسو تيسلا على السيارة عبر شبكة الإنترنت وتنزيل تحديثـات البرمجيات الحاسوبية بها.وعندما يقـود المالك سيارته في جولـة في الصبـاح، يجدها تعمل كما ينبغي، كان هذا يتـرك لديه شعورا كما لو أن الأقـزام السحريين قد قامـوا بالعمل، وسرعان ما تتباهـى تيسلا بمهاراتها فـي البرمجة فـي مهام تتعدى إصلاح الأخطاء، فقد طرحـت في السوق تطبيقا للهواتـف الذكية يسمح للناس بتشغيل التكييـف أو التدفئة عن بعد بالسيارة عن بعـد ومعرفة مكان ركن السيارة على الخريطـة .قريبا سيصنع ماسك مركبات كهربائية بمدى يفوق ٨٠٥ كيلو متر .
يقول احد الموظفين السابقين : “أسوأ سمـة في شخصيـة “إيلون” على الإطـلاق في رأيي هي انعـدام ولائه أو تواصـلـه الإنسانـي. الكثيرون منا عملوا لصالحـه بلا كلل طوال أعـوام، ثم تم التخلص منا بلا تردد كأنهم نفايات .
ايلون ماسك راسمالي مادي شديد النفعية .
